بغداد - ناس
انطلقت قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية، الجمعة، بمشاركة قادة دول الخليج وممثليهم والرئيس الصيني، شي جينبينغ الذي وصل العاصمة السعودية، الرياض، مساء الأربعاء.
قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول
وقبل القمة الخليجية الصينية عقد المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي اجتماعه 43 برئاسة الأمير محمد بن سلمان وسط غياب الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أول قمة خليجية تعقد منذ انتخابه رئيسا للدولة الصيف الماضي.
في وقت لاحق الجمعة، يلتقى الرئيس الصيني شي بقادة عرب، في قمة صينية عربية أخرى بالسعودية أيضا، في استعراض للقوة من قبل الأمير محمد بن سلمان كزعيم طموح للشرق الأوسط وشريك رئيسي للقوى العالمية، بحسب رويترز.
وبدأ زعماء الدول العربية في الوصول إلى الرياض، الخميس، عندما استقبل الأمير محمد الرئيس الصين بحفاوة. ووقع شي اتفاقية شراكة بين البلدين مع الملك سلمان، في مؤشر على تعزيز العلاقات.
#فيديو | كلمة سمو #ولي_العهد في اجتماع الدورة الثالثة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.#واس pic.twitter.com/WMvn9237LM
— واس الأخبار الملكية (@spagov) December 9, 2022
وتراقب الولايات المتحدة بحذر النفوذ المتزايد لمنافستها الاقتصادية في المنطقة التي تضعها الصين نصب عينيها إذ أنها أكبر مستهلك للطاقة في العالم وتتوسع شركاتها في التكنولوجيا ومجالات أخرى للبنية التحتية.
وتأتي زيارة شي أيضا في وقت يشهد فيه تحالف الرياض طويل الأمد مع واشنطن توترا بسبب حقوق الإنسان وسياسة الطاقة وروسيا، فضلا عن شكوك الخليج بشأن التزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة.
وفي بيان مشترك مطول، الجمعة، تعهدت بكين والرياض بتعزيز التعاون والتشديد على مبادئ السيادة و"عدم التدخل"، مع التأكيد على أهمية الحل السلمي للصراع الأوكراني.
وقاومت السعودية وحلفاؤها في الخليج الضغوط الأميركية للتخلي عن روسيا، العضو في مجموعة أوبك+، بعد غزوها لأوكرانيا وللحد من التعاملات مع الصين، إذ تحاول تلك الدول التعامل مع نظام عالمي يشهد استقطابا مع التركيز على اقتصاداتها ومصالحها الأمنية.
وتعد السعودية أكبر مورد للنفط للصين، وأكد البيان المشترك على أهمية استقرار السوق العالمية والتعاون في مجال الطاقة، مع السعي لتعزيز التجارة غير النفطية وزيادة التعاون في الطاقة النووية لأغراض سلمية.
وأكد الجانبان مجددا مواصلة الدعم المتبادل للمصالح الأساسية.
وفي إشارة إلى المخاوف الأمنية الخليجية بشأن إيران، وهي مورد آخر للنفط للصين وتربطهما علاقات جيدة، اتفقت الرياض وبكين على الحاجة إلى "تعزيز التعاون المشترك لضمان الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي" وضرورة احترام طهران "لمبادئ حسن الجوار".
وعبرت الرياض عن دعمها لسياسة "صين واحدة" فيما يتعلق بقضية تايوان. وذكر التلفزيون السعودي الرسمي أن شي دعا الملك سلمان إلى زيارة الصين.
علامة فارقة
قال الزعيم الصيني إن زيارته، التي سيلتقي خلالها بزعماء آخرين من منطقة الخليج وسيحضر قمة أوسع مع أعضاء جامعة الدول العربية اليوم الجمعة، تمهد لما وصفها بأنها "حقبة جديدة" في العلاقات.
ونقلت وزارة الخارجية عن شي قوله "تتطلع الصين إلى العمل مع السعودية والدول العربية لتحويل القمتين إلى علامة فارقة في تاريخ العلاقات الصينية العربية والعلاقات بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، والارتقاء بهذه العلاقات إلى آفاق جديدة".
ومن بين من سيحضر القمة أمير قطر وولي عهد الكويت ورؤساء مصر وتونس وجيبوتي والصومال وموريتانيا، إلى جانب قادة ورؤساء حكومات العراق والمغرب والجزائر والسودان ولبنان.
وقبيل القمتين، أجرى شي محادثات ثنائية مع ولي عهد الكويت، الشيخ مشعل الجابر الصباح، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال دبلوماسيون إن الوفد الصيني سيوقع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع عدة دول، بالإضافة إلى السعودية التي وقعت مذكرة تفاهم مع شركة هواوي بشأن الحوسبة السحابية وبناء مجمعات عالية التقنية في المدن السعودية.
وشاركت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة في بناء شبكات الجيل الخامس في معظم دول الخليج على الرغم من المخاوف الأمريكية من مخاطر أمنية محتملة من استخدام تقنياتها.
نقلا عن "الحرة"