Shadow Shadow
كـل الأخبار

محللون: الأزهر يجد في طرف عراقي مدخلاً مناسبًا للدخول الى الساحة العراقية

2023.05.31 - 10:37
App store icon Play store icon Play store icon
محللون: الأزهر يجد في طرف عراقي مدخلاً مناسبًا للدخول الى الساحة العراقية

بغداد - ناس 

تكرر خطاب تفعيل آليات التقارب بين المذهبين السني والشيعي خلال اللقاء الذي جمع شيخ الأزهر أحمد الطيب ورئيس تيار الحكمة الوطني العراقي عمار الحكيم في القاهرة.

قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول  

 

وشدد شيخ الأزهر خلال اللقاء الذي جاء على هامش زيارة الحكيم إلى مصر الاثنين على ضرورة التمسك بقيم التقارب بين المذهبين السني والشيعي لمواجهة خطط تريد تفكيك نسيج الأمة الإسلامية، والبحث عن الاتحاد لمواجهة تحديات معاصرة، عدّدها في موجات نشر الإلحاد والشذوذ الجنسي والأمراض المجتمعية والسلوكية المنحرفة.

 

وبحسب تحليل كتبه مختص مصري ونشره "العرب" (31 آيار 2023) يقف الحكيم على مسافة متباعدة مع التيارات الشيعية شديدة الالتصاق بإيران، ولديه مواقف تدعم استقلال العراق عن القرار الإيراني، وضرورة النأي بالعراق عن الصراعات الإقليمية، ما يجعل الحكيم ليس هو الشخصية المناسبة التي يمكن عن طريقها فتح حوار مذهبي مع الأزهر في هذا التوقيت.

 

وذكر التحليل: ليست هناك غضاضة من جس الأزهر نبض شخصية سياسية من أسرة لها تاريخ بالمرجعية الشيعية في العراق، وقد يكون ذلك مفيدا من زاوية التعرف على الاختلافات الثقافية والمذهبية والسياسية في العراق مع تواتر الحديث بين حين وآخر عن زيارة من المزمع أن يقوم بها أحمد الطيب إلى العراق للجلوس على مائدة حوار واحدة مع علماء النجف وتجاوز خلافات الماضي بين السنة والشيعة.

 

وجدّد الحكيم الدعوة إلى الطيب لزيارة بلاده، مؤكدا أن العراق بكامل أطيافه وأطرافه في انتظار زيارة شيخ الأزهر، وستكون للزيارة انعكاسات مهمة في العالم الإسلامي، وتفتح الباب لتبادل الوفود من العلماء والأساتذة والباحثين والطلاب، وتجديد التواصل المنهجي بين المراكز البحثية ومناقشة القضايا الفكرية، والتعاون في إصدار المؤلفات، وتنظيم معارض مشتركة للكتاب، وتمثل فرصة لتبيان كل الآراء في مختلف القضايا.

 

وقال الباحث المصري في شؤون الإسلام السياسي أحمد سلطان إن زيارة شيخ الأزهر إلى العراق سوف تسبقها ترتيبات برتوكولية وأمنية وفكرية، ويدور الإعداد لها في الغرف المغلقة، ومن الوارد أن تتم في الفترة المقبلة كانعكاس لتطور إيجابي في العلاقات بين الدول العربية وإيران، ومن المتوقع أن تلعب المؤسسة الدينية الأكبر لدى السنة دوراً بارزاً في الدخول على خط روابط السياسة الخارجية المصرية مع إيران.

 

وأوضح سلطان في تصريح للصحيفة أن زيارة عمار الحكيم إلى القاهرة لها أبعاد سياسية، لأن الرجل يجيد التموضع في الخارطة العراقية ويدرك أن تحالفه مع مصر يخدم موضعه السياسي في ظل التقارب بين مصر والأردن والعراق، واحتمال دخول سوريا على هذا الخط، وأن مواقفه الداعمة للعمل في إطار الدولة الوطنية بمفهومها المؤسساتي بعيداً عن الفكر الميليشياوي يمكن أن يخدم التوجهات المصرية.

 

ويسعى الأزهر ليكون حاضراً في التطورات السياسية بالمنطقة وتوظيفها لصالح نفوذه الديني، وليس مستبعداً أن تكون دعوة شيخ الأزهر للتقارب بين المذاهب الدينية التي جاءت قبل عام كانت في سياق بدء فتح مسارات سياسية بين إيران ودول الخليج، في وقت لعب العراق دوراً في تخفيف حدة الخلافات الخليجية – الإيرانية بما يدعم استقراره وكي لا يظل بشكل مستمر أسيراً لتهم الاصطفاف مع هذا الطرف أو ذاك.

 

وأوضح سلطان أن الأزهر يجد في تيار الحكمة مدخلاً مناسبًا يجعله أكثر قدرة على تحقيق اختراق مذهبي، وأن وجود شخصيات تملك مرونة سياسية يدعم الحوار المنشود مع التيارات الشيعية المتشددة، ويوظف رمزيته الدينية لدى الشيعية وتخليه عن خطاب التخوين والتكفير كأداة يمكن من خلالها تحقيق اختراق فكري للتقريب بين السنة والشيعة.

 

وقام وفد من مجلس حكماء المسلمين الذي يرأسه شيخ الأزهر بزيارة إلى العراق مطلع العام الجاري ترأسه محمد عبدالسلام الأمين العام للمجلس ومستشار شيخ الأزهر سابقًا، واستقبله أكثر من 40 شخصية علمية ودينية ومدنية، وبدت الزيارة في حينه كأنها تمهد لأخرى من المتوقع أن يقوم بها الشيخ أحمد الطيب.

 

وأكد الخبير في الشؤون الإقليمية أكرم حسام أن زيارة الحكيم تأتي في إطار التقارب بين مصر والتيارات العراقية بمختلف أطيافها، كما أن تيار الحكمة يتمتع بعلاقات جيدة مع القاهرة بفعل ابتعاده عن الانغماس في التأييد المطلق لإيران، وينظر إلى الحكيم باعتباره شخصية سياسية يمكن أن تلعب دور وساطة في أشكال متعددة.

 

ورجح في تصريح للصحيفة أن يكون للعراق دور مهم في مساعي التقارب الحالية بين مصر وإيران، وأن دور الأزهر سيبقى مطلوبا للسير بالتوازي عبر إحداث تقارب مذهبي يتماشى مع التطور السياسي، وأن الجوانب العملية والفكرية دائما ما تكون حاضرة في بعض الملفات المتشابكة، وتقديم خطاب يشجع على الانفتاح على الآخر واستعادة اللحمة الإسلامية ما يسهم في تفكيك بعض الأزمات في ظل الارتباط الوثيق بين رجال الدين والسياسة.

 

وأشار حسام إلى أن الأزهر يسير بشكل مستقل في ملف التقارب بين المذاهب، ويتبنى رؤى تدعم الحوار بين الأديان بعيداً عن الأبعاد السياسية، وتحركاته في الداخل والخارج تدعم هذه الرؤية في وجه مشكلات جمة تلعب على وتر إثارة الاختلافات.

 

وأكد أحمد الطيب من قبل استعداده وكبار علماء الدين في الأزهر ومجلس حكماء المسلمين عقد حوار سني – شيعي، وهي الدعوة التي تفاعلت معها تيارات دينية شيعية من دون أن تدخل بشكل مباشر في تفاصيل الحوار أو القضايا التي يناقشها.

 

وحملت دعوة الأزهر انتقادات مبطنة لتيارات شيعية تعمل كذراع متطرفة لإيران لتحقيق أجندتها التوسعية بالمنطقة، وحذرت من "الوقوع في شرك العبث باستقرار الأوطان، واستغلال الدين في إثارة النعرات القومية والمذهبية، والتدخل في شؤون الدول والنيل من سيادتها أو اغتصاب أراضيها".