Shadow Shadow
كـل الأخبار

تقرير: أميركا تسرّع وتيرة ’توحيد’ صفوف البيشمركة في إقليم كردستان

2023.02.02 - 08:23
App store icon Play store icon Play store icon
تقرير: أميركا تسرّع وتيرة ’توحيد’ صفوف البيشمركة في إقليم كردستان

بغداد - ناس 

تنشط الولايات المتحدة هذه الأيام بكثافة على الساحة الكردية في العراق بالنظر إلى تعاظم التحديات التي تحيط بهذه المنطقة ذات الأهمية الجيوستراتيجية بالنسبة إلى واشنطن.

قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول  

 

وتخوض الولايات المتحدة جهودا في الفترة الأخيرة من أجل تذليل الخلافات بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم، بالتوازي مع تسريع خططها لتوحيد صفوف قوات البيشمركة، حيث أن التأخير الحاصل على مستوى تحقيق هذا الهدف يبقي الوضع هشا داخل الإقليم الذي يحظى بحكم ذاتي في شمال العراق منذ تسعينات القرن الماضي.

 

ويرى متابعون أن حرص واشنطن على إنهاء الأزمة السياسية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني يعود إلى إدراك واشنطن بأن استمرار الخلافات بين الطرفين من شأنه أن يعيق عملية الإصلاح الجارية لقوات البيشمركة، ولاسيما توحيد الوحدتين 70 و80، في الوقت الذي يواجه فيه الإقليم أخطارا متزايدة سواء في علاقة بإمكانية حدوث أي تدهور بين الحزبين الغريمين قد يفضي إلى حصول مواجهات مسلحة، أو في ظل التهديدات الإيرانية التي تصاعدت مؤخرا بعد فترة هدوء نسبي.

 

وذكر تقرير لـ”صوت أميركا” أن مستشارين عسكريين أميركيين وغيرهم من أعضاء التحالف الدولي ضد داعش يقدمون الاستشارة للقوات الكردية من أجل تطويرها وإعدادها لمواجهة المخاطر المستقبلية، مشيراً إلى أن “عملا مهما” يجري من أجل توحيد صفوفها.

 

ولفت التقرير إلى أنه رغم فاعلية الوحدات العسكرية من البيشمركة، لكنها تعمل بشكل مستقل عن بعضها، ويأمل المستشارون العسكريون في تغيير هذا الوضع.

 

ونقل التقرير عن العقيد في الجيش الأميركي باتريك كوغين قوله إن النية هي تنظيم عمل ما بين ست وثماني وحدات وجعل هذه الوحدات نفسها تتبع مباشرة لوزارة البيشمركة.

 

وتعد “القوة 70″ و”القوة 80” أبرز وحدتين عسكريتين في كردستان العراق لكنهما مرتبطتان بالحزبين الرئيسيين في الإقليم، حيث ترتبط الأولى بالاتحاد الوطني، وترتبط الثانية بالحزب الديمقراطي، وقد أعاق التوتر الجاري بين الحزبين جهود توحيدهما.

 

وقال قائد “القوة 70” مصطفى شورش إن “كل المشكلات التي تعترض طريقنا تؤثر على البيشمركة، وخطوة تلو الخطوة، نواصل العمل بالإصلاحات التي طلبها التحالف الدولي، وسنقوم بتطبيقها”.

 

وأشار إلى أنه تم بالفعل وضع مجموعة من الوحدات العسكرية تحت قيادة وزارة البيشمركة، وقال شورش إنه “طالما أن هناك داعش وإرهابيين، فهناك حاجة إلى توحيد القوات، بما سيكون في مصلحة الجميع”.

 

ورغم تنامي التوتر بين الحزبين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، فإن غالبية المقاتلين يقرون بأهمية توحيد القوات العسكرية المحلية، وأنهم يعتبرون أن دور المستشارين العسكريين في هذه المرحلة حيوي.

 

رغم تنامي التوتر بين الحزبين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، فإن غالبية المقاتلين يقرون بأهمية توحيد القوات العسكرية المحلية

 

ونقل التقرير عن قائد “القوة 80” بابكر زيباري قوله إن “للتحالف الأميركي دورا رئيسيا في عملية الإصلاح هذه، ويقدمون مساعدة مفيدة جدا لنا، سواء كانت مالية أو من خلال تقديم السلاح، أو من خلال تقديم المشورة لقوات البيشمركة”.

 

لكن التقرير أشار إلى أن مسألة توحيد قوات البيشمركة تعتمد في نهاية المطاف على القادة السياسيين لجعلها حقيقة.

 

وقال محلل الشؤون الكردية هيوا عثمان في هذا الصدد إن “توحيد قوات البيشمركة ليس مسألة تقنية بحيث أنك تجلب مستشارين عسكريين للمساعدة في هذه التوحيد، بل أنه قرار سياسي، وهذا القرار السياسي يتطلب أن يتخذ على مستوى الحزبين الديمقراطي الكردستاني والوطني الكردستاني”.

 

وحصل اجتماع على مستوى المكتب السياسي بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي السبت الماضي في تطور واكبه المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك الذي أجرى زيارة إلى أربيل هي الثانية في ظرف أسبوع.

 

واتفق وفدا الحزبين على عقد المزيد من اللقاءات الثنائية، على أمل تفكيك الخلافات التي تهز العلاقة بين الطرفين والتي تتمحور حول إدارة الحكم في الإقليم، والإيرادات المالية المتأتية من الموارد النفطية والمنافذ الحدودية.

 

وأكد القنصل الأميركي العام في كردستان إيرفن هيكس جونيور الأربعاء ترحيب بلاده ومساندتها لحل الخلافات بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني.

 

وجاء ذلك في بيان صادر عن رئاسة إقليم كردستان عقب لقاء جمع القنصل الأميركي برئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني.

 

وذكر البيان أن “الجانبين بحثا خلال الاجتماع المستجدات السياسية الأخيرة التي شهدها إقليم كردستان ولقاءات واجتماعات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني”.

 

وعبّر القنصل الأميركي “عن ترحيب بلاده ومساندتها للحوار ولجهود حل الخلافات بين الجانبين”، مؤكداً أن “الولايات المتحدة تنظر باهتمام إلى علاقاتها مع الإقليم”.

 

وأشار إلى أن “عملية الإصلاح وإعادة تنظيم البيشمركة شكلت محوراً آخر للاجتماع”، حيث أكد بارزاني “على مواصلة العملية وعلى أهمية إنجاحها”، شاكراً “مساعدة الولايات المتحدة ودعمها في هذا السياق”، حيث استعرض “إيرفن هيكس جونيور تركيز بلاده واهتمامها بهذه العملية وتسريعها”.

 

وسبق وأن كانت مسألة تسريع جهود توحيد قوات البيشمركة على طاولة المفاوضات بين المبعوث الأميركي ماكغورك ورئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني خلال الزيارة الأولى التي أجراها المسؤول الأميركي الشهر الماضي.

 

نقلا عن "العرب"